العائد من الموت قصة حقيقية عن جهنم
الخبير الروحاني هيثم ريان ذهب إلى الجحيم وعاد بقصة أغرب من الخيال .. لم يتوقع الأطباء أن يعيش هاري هويت سوى لسويعات قليلة ، فهذا الشاب الثلاثيني كان غائبا عن الوعي ويعاني جروحا خطيرة حينما أتوا به إلى المستشفى على أثر انقلاب سيارته على أحد الطرق السريعة ، كانت حاله حرجة فتم وضعه في العناية المركزة مع أمل ضئيل بنجاته . يصرخون ويتوسلون عبثا طلبا للرحمة .. لكن هاري تمسك بالحياة وفاجأ الجميع حينما استفاق من غيبوبته بعد بضعة أيام . بدأ جسده يتعافى سريعا ، وسرعان ما استعاد قدرته على الكلام .. وليته لم يفعل .. إذ راح يهذي بأمور يصعب تصديقها ، زاعما بأنه مات خلال الفترة التي غاب فيها عن الوعي . قال بأن روحه غادرت جسده ليجد نفسه واقفا على حافة وادي واسع عميق يموج بالحمم والنيران ويعج بما لا يحصى عدده من الناس من مختلف الأعمار والأجناس والمشارب وكلهم يصرخون ويبكون ويتوسلون من دون أن يلتفت إليهم أحد ، يحيط بهم زبانية من شياطين الجن ، ضخام مرعبين ، يسومونهم سوء العذاب بلا توقف ولا كلل . وفيما هاري واقف هناك يرتعد رعبا وهو يراقب تلك المناظر الرهيبة ، إذ بأربعة من أولئك الزبانية الضخام يقبلون عليه وفي يد كل منهم سلسلة طويلة وغليظة ، فأراد الهرب منهم لكنه عجز عن الحركة لسبب ما ، وما أن وصلوا إليه حتى صرخوا فيه صرخة مدوية ارتجت لها جنبات ذلك الوادي ثم رموا سلاسلهم نحوه فقبضوا على أطرافه وأخذوا يسحبونه معهم إلى قعر ذلك الوادي وهم يتوعدونه بالويل والثبور . في تلك اللحظة فقط أدرك هاري بأنه مات ، ومرت حياته بأسرها أمام عينيه كأنها شريط سينمائي ، كانت متخمة بالذنوب والآثام ، فأيقن بأنه من أهل الجحيم ، وأخذ يصرخ ويولول على نفسه من دون أن يهتم له أحد ... ففي ذلك الوادي الرهيب الكل يصرخ ، والكل يتوسل ، والكل يولول ... " ولات حين مناص " . الزبانية مضوا بصاحبنا هاري إلى داخل ذلك الوادي حتى وصلوا إلى حفرة تشرأب منها ألسنة اللهب كالأفاعي ، كأنها فوهة بركان صغير ، فأدرك هاري بسرعة بأنها حفرته ، فلكل شخص في ذلك الوادي حفرة خاصة به ، ودفعه الزبانية إلى داخل الحفرة ثم راحوا يعذبونه بأشد ما يكون العذاب ، وكلما اهترأ وتمزق جلده من شدة الحرق والضرب كسوه بجلد جديد . كلما احترق جلده كسوه بجلد جديد .. لم يعرف هاري كم مكث في تلك الحفرة اللعينة ، أحس بأنه لبث فيها دهرا وبأن عذابه لن ينتهي أبدا ، لكن فجأة ، ومن اللامكان ، ظهرت يد بيضاء مجهولة قبضت على رقبته ثم سحبته من تلك الحفرة وطارت به بعيدا عن ذلك الوادي الرهيب . وكان آخر ما يتذكره هاري عند خروجه من الوادي هو منظر أولئك الزبانية وهم يطيرون خلفه محاولين اللحاق والإمساك به ليعيدوه معهم ، وقد كادوا بالفعل أن يصلوا إليه ، فأغمض عينيه من شدة الرعب ، وحين فتحها مجددا وجد نفسه وقد عاد إلى المستشفى ممددا على سرير غرفة الإنعاش . قصة هاري كانت غريبة بحق ، لهذا لم يصدقها أحد ، وظن الجميع بأن الإصابة قد أثرت على عقل الرجل . لكن غرابة القصة لا تنتهي هنا .. فبعد فترة جرى تسريح هاري من المستشفى لتحسن حالته الصحية ، فمضى الرجل إلى بيته محاولا تناسي ما جرى والبدء بحياة جديدة مستقيمة وصالحة . لكن بعد حوالي الأسبوع أتصل جيران هاري بالشرطة وهم يشتكون من صوت موسيقى مرتفع قادم من منزله . الشرطة أتت إلى المنزل وطرقت الباب فخرج إليهم هاري وهو شاحب الوجه بادي الفزع ، وحين استفسروا منه عن سبب الضوضاء القادمة من منزله أخبرهم والرعب مرتسم على وجهه بأن زبانية الجحيم أتوا إلى منزله ليعيدوه معهم إلى جهنم ، وبأن الوسيلة الوحيدة لتخويفهم وإبقائهم بعيدا هي بتشغيل الموسيقى وإبقاء صوتها مرتفعا ! . بالطبع لم يصدق رجال الشرطة هذا الهراء ، ظنوا بأن الرجل يعاني من لوثة عقلية ، وأصروا على أن يخفض صوت الموسيقى لكي لا يزعج جيرانه وهددوه بأنهم سيلقون القبض عليه لو عادوا مرة أخرى ، فأضطر مجبرا إلى إطاعتهم وغادر رجال الشرطة بعد أن تأكدوا من قيامه بخفض صوت الموسيقى . لكن لم تمضي سوى ساعات حتى أتصل الجيران بالشرطة ليشتكوا مجددا من صوت الموسيقى المرتفع القادم من منزل هاري . ومرة أخرى حضر رجال الشرطة ، هذه المرة دقوا الباب بعنف ، وحين تأخر الرد عليهم كسروا الباب .. صورة هاري هويت وقد احترق جسده .. في الداخل عثروا على هاري ممددا على الأرضية وهو جثة هامدة ، كانت الحروق تملأ جسده حتى أنه تحول إلى كتلة سوداء مشوهة ، وعلى الجدار خلفه كانت هناك استغاثة مكتوبة بالدم تقول : " أنا في الجحيم .. رجاءا ساعدوني " . صورة جثة هاري المحترقة سرعان ما تسربت للصحافة وتم نشرها في الجرائد والمجلات . وفي الحقيقة فأن تلك الصورة هي الدليل الوحيد على صحة هذه القصة ، مع أني شخصيا لم أفهم كيف مات هاري وذهب إلى الجحيم ثم سمحوا له بالخروج ! .. ولماذا لاحقوه بعد ذلك ليعيدوه إلى الجحيم ؟ . ربما أنت أيضا تستغرب هذه القصة عزيزي القارئ ، لكن هناك من يؤمن بأن قصة هاري وقعت فعلا وأن الغرض الفعلي منها هو إعطاء لمحة لبني البشر عما ينتظرهم في العالم الآخر ليتداركوا أنفسهم بالصلاح والاستقامة . ومثل هذه القصص منتشرة بكثرة على النت ، أبطالها أناس من جنسيات وأديان وثقافات مختلفة زعموا بأنهم ماتوا وغادرت أرواحهم إلى العالم الآخر فشاهدوا الجنة أو النار . وتندرج هذه القصص والتجارب تحت مسمى تجارب الاقتراب من الموت (Near-death experience ) . فيرونيكا بارثيل اليوم .. ودعونا نأخذ عينة أخرى من تلك القصص الشبيهة بقصة هاري ، أي تلك التي تتحدث عن الجحيم . ففي ذات يوم من عام 1981 كانت الألمانية فيرونيكا بارثيل – 22 عاما – تقود سيارتها على أحد الطرق الخارجية عائدة إلى منزل جدتها من حفل صاخب أقامه بعض الأصدقاء . كان الجو سيئا في ذلك اليوم ، كانت تمطر بشدة وهناك صواعق تلوح بالأفق من حين لآخر ، وللأسف فأن إحدى تلك الصواعق ضربت سيارة فيرونيكا . فيرونيكا وصفت ما حدث قائلة بأن زجاج سيارتها أخذ يشع بنور أبيض ساطع وراودها أحساس قوي بأنها ماتت ، لكن لشدة دهشتها فأن روحها لم تغادر السيارة ، بل تسمرت في مقعد القيادة وهي تمسك بالمقود بيديها المحروقتين ، وانطلقت السيارة فجأة من تلقاء نفسها داخل نفق مظلم أشبه ما يكون بمجرى نهر عميق ، وانتهت الرحلة سريعا عند بوابة ضخمة مكتوب عليها عبارة : " أهلا بكم في الجحيم " ! . عند البوابة ظهرت كائنات مخيفة أخذت فيرونيكا معها إلى ما يشبه حجرة الانتظار ، هناك رأت فيرونيكا الكثير من الناس وهم يضجون بالبكاء ويتوسلون بينما تلك الكائنات المخيفة تقودهم إلى معبر كالجسر يؤدي إلى بحيرة كبيرة من النار كأنها فوهة بركان ، كان الناس يساقون إلى تلك البحيرة ليتم إلقائهم فيها ، وكانت صرخاتهم المشبعة بالألم واليأس تبث الرعب في النفوس ، والعجيب أن كل واحد منهم كان مشغول بنفسه لا يلتفت ولا يبالي لمن حوله حتى لو كانوا أهله أو أولاده . الهواء كان ثقيل جدا في ذلك المكان ومشبع برائحة كريهة لا تطاق ، وهناك ما لا يعد ولا يحصى عدده من الأفاعي والثعابين المخيفة وهي تسعى فوق كل شبر من أرض تلك المحرقة العظيمة ، وهناك أيضا كهوف حمراء كالأفران يدفع إليها الناس بالقوة ، وعلى باب كل كهف يقف أحد تلك الكائنات المخيفة وهو ممسك برمح طويل يرمي به كل من يحاول الهرب ، وهو لا يخطئ هدفه أبدا ، الطعنة من رمحه تسبب آلاما يعجز اللسان عن وصفها . الجيد في قصة فيرونيكا هو أن بقائها في الجحيم لم يستمر طويلا ، إذ وجدت نفسها بقدرة قادر وقد عادت إلى سيارتها ، لكنها كانت موقنة بأن ما شاهدته لم يكن حلما ، فآثار الحروق كانت تغطي يدها ومعظم أجزاء السيارة البلاستيكية كانت قد ذابت . قصة فيرونيكا ليست نادرة ولا فريدة في عالم تجارب الاقتراب من الموت ، فالكثيرون زعموا مثلها بأنهم زاروا الجحيم ، لكن تجربة البروفيسور الأمريكي هوارد ستورم مختلفة بعض الشيء ، فهو لم يصل إلى الجحيم .. لكنه كان في طريقه إلى هناك ! .. وتعد تجربته واحدة من أشهر تجارب الاقتراب من الموت حيث نالت تغطية إعلامية واسعة وجعلت من بطلها ضيفا على العديد من البرامج التلفزيونية الشهيرة مثل برنامج أوبرا وينفري . البرفيسور ستورم مع زوجته .. تبدأ قصة البروفيسور ستورم عام 1988 حين كان يعمل أستاذا للفنون في جامعة كنتاكي الشمالية ، كان ملحدا حد النخاع آنذاك ومعروف عنه بأنه شخص عصبي وخشن في تعامله مع الآخرين . وفي شهر حزيران / يونيو من ذلك العام سافر البروفيسور مع مجموعة من طلابه في رحلة ميدانية إلى فرنسا ورافقته زوجته . خلال تلك الرحلة ، وأثناء جولة في باريس ، سقط البروفيسور ستورم فجأة مغشيا عليه وتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى . هناك تم تشخيص حالته على أنها ثقب في الإثناعشري ، ربما نتيجة لقرحة ، وكانت هناك حاجة فورية لعملية جراحية ، لكن لسوء حظ البروفيسور فقد صادف دخوله المستشفى يوم عطلة ولم يكن هناك كادر طبي لإجراء العملية ، لذلك كان على البروفيسور أن ينتظر حتى اليوم التالي وهو يعاني آلاما مبرحة لدرجة أنه تمنى الموت ... لا بل أيقن أنه ميت .. فودع زوجته ثم أغمض عينيه وغاب عن الدنيا . يقول البروفيسور ستورم بأنه فتح عينه مجددا ليجد نفسه واقفا وسط الغرفة التي كان يرقد فيها بالمستشفى ، كان الألم قد غادره تماما وشعر بنشاط وقوة مفرطة في أحاسيسه ، ولشدة دهشته فأن جسده كان ما يزال راقدا على السرير من دون حراك ، وإلى جانب السرير كانت زوجته تبكي وتنتحب بحرقة ، فحاول أن يكلمها ويهدأ من روعها ، لكنها لم تكن تسمعه ، وكان واضحا أنها لا تستطيع رؤيته . اشخاص غرباء يقفون بأنتظاره .. وبينما هو يقف هناك حائرا لا يدري ماذا يفعل سمع فجأة صوتا يناديه ، فتتبع الصوت إلى خارج الغرفة ليشاهد بضعة أشخاص غرباء يقفون بانتظاره في الرواق ، كانوا يرتدون ملابس سوداء ووجوههم شاحبة جدا ، وكانت نظراتهم غير مريحة ، أخذوا يلحون عليه في أن يمضي معهم عبر الرواق المظلم ، ثم صاروا يدفعونه ليجبروه على السير ، وأدرك البروفيسور سريعا بأن أولئك الأشخاص ينوون به شرا ، فسألهم من أنتم ، فأخبروه بأنهم أتوا لأجله ، وبأنهم كانوا بانتظاره منذ زمن طويل . وأثناء تكلمه معهم بدأت وجوههم تتخذ هيئات قبيحة بشعة وأصبحوا أكثر عدائية ، فصاروا يهاجمونه بوحشية لدفعه على الذهاب معهم ، أخذوا يضربونه ويعضونه ويخربشون جسده بأظافرهم وفعلوا به أمور أخرى قال البروفيسور ستورم أنه لا يستطيع التكلم عنها لدناءتها . في تلك اللحظة الحرجة ، بينما كان الرعب يطغي ويسيطر على نفس البروفيسور ستورم بالكامل ، تناهى إلى سمعه صوت ضعيف قادم من داخله .. صوت يدعوه لذكر الله .. فأخذ البروفيسور ستورم يردد أسم الله ، ولاحظ على الفور بأن ذكر الله يجعل تلك الكائنات الظلامية تصاب بنوبة شديدة من الجنون والغضب وتبدأ بتوجيه شتائم في غاية الفحش والبذاءة ، لكنها في نفس الوقت كانت تبتعد عنه ، وبترديد أسم الله مرارا وتكرارا اختفت تلك المخلوقات تماما وبقي البروفيسور ستورم وحيدا في الظلام الذي سرعان ما تبدد وظهرت كائنات نورانية غمرته بالمحبة والسلام . البروفيسور تبادل الحديث لبرهة مع تلك الكائنات ثم أغمض عينه وفتحها ليجد نفسه ممددا من جديد على سرير المستشفى والممرضة تخبره بأن الأطباء قد وصلوا وسيجرون له العملية فورا . عملية البروفيسور ستورم كانت ناجحة ، وعاد بعدها للولايات المتحدة حيث ترك الإلحاد وأصبح من اشد المؤمنين بالمعاد وبوجود الجنة والنار . جميع البشر متعطشين لمعرفة مصيرهم بعد الموت .. بغض النظر عن حقيقة تجربة البروفيسور والقصص الأخرى أنفة الذكر ، فهي تلقى رواجا كبيرا إلى درجة أن الكتب التي ألفها أصحاب تلك التجارب تتصدر قائمة المبيعات حتى في أكثر الدول تقدما كالولايات المتحدة الأمريكية . وهو برأيي ليس بالأمر المستغرب إذا ما عرفنا بأن جميع بني البشر بلا استثناء متعطشين لمعرفة ما سيؤول إليه أمرهم بعد الموت ، ربما لأن تلك المعرفة تساعدهم بالتغلب على خوفهم المزمن من الموت ، خصوصا وأن معظم تلك تجارب تنقل لنا صورة مشرقة ومطمئنة عن العالم الآخر ، فالروح تغادر الجسد لتجد أقاربها وأصدقاءها من الموتى يقفون بانتظارها بأذرع مفتوحة ووجوه ضاحكة مستبشرة ليأخذونها معهم إلى عالم لا يوجد فيه ألم أو حزن أو مرض أو خوف أو كراهية .. عالم رائع .. يليق بأناس رائعين . جدير بالذكر هو أن أكثر من يروج لهذه التجارب هي الجهات والمؤسسات الدينية ، فأغلب هذه التجارب هي ذات طابع ديني بحت – ولهذا لا نتطرق لها كثيرا في كابوس - ، وهي بالأساس تخدم أغراضا وأهدافا دينية من جهة كونها تعتبر بمثابة دليل على حقيقة وجود العالم الآخر وبالتالي فهي سلاح قوي لمجادلة ومناظرة الملحدين واللادينيين . كما تتخذها الأديان والمذاهب وسيلة لإثبات أن عقيدتها هي الأصح وبأن طريقها هي الطريق الوحيدة السالكة إلى الله . لكن حماس الجهات الدينية لهذه التجارب لا يقابله حماس مماثل من قبل العلماء ، فمعظمهم لا يرون في هذه الظاهرة سوى هلوسة ذهنية ناتجة عن احتضار الدماغ ، الأمر أشبه بإطفاء جهاز الحاسوب خاصتك ، حيث يقوم نظام التشغيل بإغلاق جميع البرامج المفتوحة وإنهاء جميع الوظائف ومسح الذاكرة المؤقتة ، وهذا هو بالضبط ما يفعله الدماغ عند موته ، يغلق أقسامه وأجزاءه ويعطل وظائفه الواحدة تلو الأخرى مما يؤدي إلى اضطراب الذهن والفكر والخيال . لكن إذا كانت تجارب الاقتراب من الموت هي مجرد هلوسة ذهنية ، فما هو تفسير التجارب التي تمكن أبطالها من وصف أمور وأحداث وقعت بالقرب منهم بينما كانوا تحت التخدير أو غائبين عن الوعي تماما ، وهو الأمر الذي يعتبره أنصار تجارب الاقتراب من الموت خير برهان على مغادرة الروح للجسد فعلا . كما أن التشابه الكبير بالأوصاف والتفاصيل التي يرويها معظم من مروا بتلك التجارب يعد هو الآخر من الأمور المحيرة ، فالدارسين والباحثين لتلك التجارب يقولون بأن تسعة من كل عشرة أشخاص مروا بتجارب الاقتراب من الموت تحدثوا عن نفق أو ممر مظلم يوجد في نهايته نور ساطع ويؤدي إلى مكان مفعم بالسكينة والاطمئنان . ختاما .. لا أعلم عزيزي القارئ ما الذي ينتظرني أو ينتظرك على الطرف الآخر ، كل ما أستطيع قوله هو أن مصيري ومصيرك بعد الموت هو شأن من شؤون الخالق . لكني شخصيا أؤمن بأن الله في غاية الرحمة والكرم والعطف والمحبة والجمال ، وهو يعلم أي جحيم هذا الذي نعيشه على هذه الأرض تحت رحمة زبانية لن تجد لهم مثيلا حتى تحت ظلال شجرة الزقوم .. ويقيني بأن أرحم الراحمين لن يلقي بنا في الجحيم مرتين أشهر فتاة مسكونة خطير جدا...أشهر فتاة مسكونة القصة الحقيقية لأشهر فتاة مسكونة بقلم :الخبير الروحاني
فتاة المانية في ريعان الشباب و مفعمة بالأمل تتحول حياتها فجأة الى جحيم لا يطاق عندما تتقمصها الارواح الشريرة و تستلب منها روحها و أرادتها ، انها اناليس ميشل ، الفتاة التي تحولت في نظر البعض الى قديسة حاربت الشيطان و انتصرت عليه ، تعال معي عزيزي القاريء لنتعرف على اشهر قصة في العالم لفتاة تقمصها الجن. ملاحظة : في هذه المدونة دأبنا دوما على تجنب الأثارة الرخيصة و التعامل مع الحقائق فقط و لهذا السبب فنحن لا نؤكد و لا ننفي هذه القصة فهناك البعض يؤمن بظاهرة التقمص و هناك اخرون (اطباء و باحثون) يؤكدون ان حالات التقمص ما هي الا امراض نفسية يمكن علاجها عن طريق جلسات العلاج النفسية و الادوية. هذه القصة هي من اشهر قصص التقمص في العالم و تم عرضها في عدد من افلام الرعب الشهيرة ، لمعرفة المزيد عنها ما عليك سوى كتابة "Anneliese Michel " في اي محرك بحث. كان جسدها مسكونا بستة ارواح او اكثر !! alt الى اليمين صورة اناليس ميشل عندما كانت سليمة و الى اليسار صورتها المرعبة بعد ان تقمصها الجن ولدت اناليس ميشل في احدى بلدات مقاطعة بافاريا الالمانية عام 1952 لعائلة كاثوليكية متدينة و عاشت حياة طبيعية حتى سن السادسة عشر حيث ظهرت عليها فجأة بعض الاعراض الغريبة كالأرتجاف الشديد و عدم السيطرة على حركات بعض اجزاء جسمها لذلك قام والديها بأدخالها الى المستشفى لتلقي العلاج اللازم و لكن حالتها استمرت بالتدهور و بدأت تشاهد اطياف لوجوه غريبة تحدق بها و تسمع اصواتا و صرخات مرعبة في رأسها تقول لها بأنها "ستحترق في جهنم" ، خلال جلسات العلاج النفسية اخبرت اناليس طبيبها بأن جسدها مسكون و ان الاصوات الغريبة بدأت تأمرها بأن تؤدي بعض الاعمال التي لا تود القيام بها ، لكن طبيبها فسر كلامها على انه مجرد هلوسة مما جعل اناليس تفقد الامل في العلاج الطبي و بدأت تلتمس الحصول عليه عن طريق جلسات طرد الارواح الكنسية. قام والديها بالألتماس لدى عدة قساوسة للقيام بعملية اخراج الجن من جسدها الا ان طلبهم رفض لمرتين و ذلك لأن للكنيسة معايير خاصة للأعتراف بأن شخصا ما قد مسه الجن و من اهم هذه المعايير او الشروط هو ان يبدي الشخص كرها شديدا و نفورا عميقا من الرموز الدينية او ان يتكلم بلغة اجنبية ليس له او لأي شخص من عائلته اي المام بها او او ان يحوز على قوى خارقة غريبة. بدأت حالة اناليس تسوء اكثر ، اخذت تسب و تشتم افراد عائلتها و تعض من يحاول الاقتراب منها كما بدأت تمتنع عن تناول الطعام لأن الجن الذي يسكنها يمنعها من ذلك و صارت تمزق ملابسها و تنام على الارضية و تلتهم العناكب و الذباب ، و اصبحت تصرخ بهستيرية لساعات و تحطم اي صليب تقع يدها عليه و تمزق صور المسيح و تكسر اواني الزهور و الورود كما انها بدأت تجدع و تقضم اجزاء من جسدها و تتبول على ارضية الغرفة و تشرب بولها احيانا. نظرا لسوء حالتها وافقت الكنيسة اخيرا على اجراء جلسات لطرد الجن من جسدها و خلال عامي 1975 – 1976 تم اجراء جلسة او جلستين اسبوعيا لأناليس التي اخبرتهم خلال هذه الجلسات بأن جسدها مسكون من قبل ستة ارواح شريرة او اكثر من بينها روح قابيل و نيرون و هتلر. رغم ان اناليس بدأت تشعر ببعض الراحة بعد جلسات الكنيسة الا انها لم تشفى تماما و كانت تتعرض بصورة مستمرة الى نوبات هستيرية شديدة تشبه الصرع يتجمد جسمها خلالها كالمصاب بالشلل و تفقد الوعي ، استمرت جلسات طرد الجن في الكنيسة لعدة اشهر و غالبا كان يحضرها نفس الاشخاص المكونين من القساوسة و والدا اناليس و احيانا بعض المصلين. قام القساوسة بتسجيل وقائع الجلسات على 40 شريطا صوتيا خلال فترة عشرة اشهر و كانت اناليس احيانا تخرج عن السيطرة خلال الجلسات مما يحتاج لثلاثة رجال اقوياء ليسيطروا عليها رغم ان وزنها اصبح لا يتعدى الاربعين كيلوغرام و احيانا كانوا يضطرون لتقييدها بالسلاسل. اخر جلسة تم اجرائها كانت في 30 تموز 1976 و كانت اناليس خلال هذه الفترة قد انهكت تماما حيث كانت تعاني من ذات الرئة و من حمى شديدة كما كانت قد اصبحت في منتهى الضعف و النحول جراء امتناعها عن تناول الطعام لفترة طويلة و كانت اخر جملة لها خلال جلستها الاخيرة هي "اتوسل من اجل المغفرة" ، و في مساء ذلك اليوم التفتت اناليس الى امها للمرة الاخيرة و قالت بصوت متهدج "اماه ، اني خائفة" و كانت هذه هي اخر كلماتها اذ فارقت الحياة في نفس الليلة. تسجيل نادر جدا و حقيقي تم عرضه اثناء المحاكمة و يسمع فيه صوت الجن الذين زعموا انهم تقمصوا جسد الفتاة اثناء محاولة القس اخراجهم من جسدها قامت الشرطة بأعتقال القسيين اللذين اجريا جلسات طرد الجن و كذلك والدي اناليس بتهمة الاهمال المؤدي الى الموت فحسب تقرير الشرطة فأن السبب الرئيسي لموت اناليس كان الجوع نتيجة امتناعها عن تناول الطعام و خلصت الشرطة بأنه لو تم اجبار اناليس على تناول الطعام قبل اسبوع من وفاتها لكان بالأمكان تفادي موتها ، اثناء المحاكمة قالت اخت اناليس بأن شقيقتها الراحلة كانت تكره المستشفى لأنهم يجبروها على تناول الادوية و الطعام كما تم عرض بعض الاشرطة التي سجلت لأناليس خلال جلسات الكنيسة و التي تحوي على بعض الجمل او العبارات الغريبة و منها على سبيل المثال حوار اشبه بالجدال بين اثنين من الجن حول ايهم عليه ترك جسد اناليس اولا و كانا يتكلمان بصوت رجولي و بلهجة غريبة. الا ان الطبيب النفسي الذي جلبته المحكمة ليحلل علميا حالة اناليس قال انها كانت تعاني من حالة اضطراب نفسي شديد و انه كان من الممكن انقاذها من الموت لو تم احضارها الى المستشفى قبل اسبوع من وفاتها و بناء على ذلك فقد وجدت المحكمة والدا اناليس و كذلك القساوسة مذنبين و حكمت عليهم بستة اشهر من السجن مع التعليق لكل منهم. بعد وفاتها اصبحت اناليس بمثابة القديسة في نظر الكثيرين و اصبح قبرها مزارا للكثير من الزوار كما ان حياتها و قصتها اصبحت مثار اهتمام كبير و تم تصوير عدة افلام مستوحاة من قصتها لعل اشهرها هو الفيلم الامريكي " The Exorcism of Emily Rose " المنتج عام 2005 H.Rayan |
L
C
S
S
من أمريكا قصص واقعية
|